الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الإعلام يغرق، فأين رئيس الحكومة؟

نشر في  29 أفريل 2015  (11:03)

أنا على يقين يا سيد رئيس الحكومة من انّ حجم المشاكل التي ورثتها عن الترويكا وحكومة مهدي جمعة في ثقل الجبال.. فكلّ الجبهات مفتوحة وأنت بحاجة الى يوم يدوم أسبوعا حتى يصبح بإمكانك دراسة كل المشاكل وخاصّة منها الأمنية والاقتصاديّة.. اليوم كل فئة اجتماعيّة لها مشاكل وكل ولاية لها مشاكل وكل مواطن له مشاكل علما  أنّ بعض الوزراء في حكومتك برهنوا على انّهم أضعف وزراء في تاريخ تونس المعاصر وقد تجلّى ذلك خاصّة أمام النّقابات أو الأيمّة المتشدّدين أو المشاكل الحادّة!
ونظرا لخطورة وضع الإعلام فإنّي مجبر على مصارحتك لأنّ الإعلام اصبح قطاعا له ابعاد سياسية وامنية وحتى تشعّبات دولية، وحتى انّ حدثك بعض الإعلاميين الرسميين أو غيرهم بعكس هذا فانّ خبرتي التي تناهز 50 سنة في الحقل الإعلامي تسمح لي بمصارحتكم بالحقيقة..
على صعيد الصّحافة المكتوبة والالكترونيّة فانّ الوضع خطير لأنّ عددا هامّا من المؤسّسات أشرفت على الافلاس بما أنّ الوزارة الأولى تركت منذ 2011 هذا القطاع يندثر حتى تتحكّم فيه.. والمطلوب هو تنظيم الاشهار العمومي والاشتراكات وتوزيعها بطريقة عادلة حتى يستمرّ الاعلام في خدمة البلاد ويضمن استمرار المؤسسات الإعلاميّة والشّغل والتعدّدية السياسيّة.. بكل أسف الى يومنا هذا لم يهتمّ لا الجبالي ولا لعريض ولا جمعة بهذا القطاع.. وإذا لم يضغط عدد من أصحاب هذه المؤسسات او الجمعيات بما فيه الكفاية فلأنّ الحالة المادية والمصالح الضيقة تختلف.  ونظرا لضعف هذا القطاع ومشاكله المادية فانّ بعض الأطراف الفاسدة موّلت بعض الصحف الصفراء وهي صحف المجاري التي دمرت أخلاقيات المهنة وانتهكت أعراض النّاس، وهكذا تمّ ابتزاز رجال الأعمال في حين شاهدنا بعض الإعلاميين يتعاملون مع جماعات ليبية عنيفة وربما تكون ارهابية ولا يعلم احد أسباب  هذه الخدمات والمكافآت التي تقابلها.. لقد كان الإعلام الرسمي يخدم نظام بن علي فأصبح يخدم التطرف والأحزاب السياسية والحكومات الأجنبية والفاسدين والمتشدّدين دون ان تحرك الحكومة ساكنا.
فامّا ان تأذن بتنظيم الاشهار العمومي والاشتراكات و بفتح بحث كلما كانت هنالك شبهات وإلاّ فإنّ الاعلام سيندثر وتشرّع الأبواب امام الديكتاتورية والفساد. امّا في ما يخصّ الإعلام السمعي البصري فالمشاكل لا يحصي عددها الاّ الله.. فلقد وقع اختراق عدد منها  من قبل بعض الأحزاب ومن المال الفاسد والمتطرّفين والارهابيين والمال الخارجي والسفارات ولقد لعب البعض من الإعلاميين والمسؤولين عن وسائل الإعلام هذه دورا سلبيا واجراميا إمّا بسبب مشاكلهم المادية او نظرا لطمعهم في اكتساب أموال ضخمة «تحت الطاولة».. لقد باعوا ذممهم خدمة لأيّ سياسي او لأيّ حزب يدفع المال او يقضي المصالح!
فإمّا ان تهتمّ يا سيّدي رئيس الحكومة المحترم بهذا القطاع الاستراتيجي وإلاّ برز نظام فاشي عن قريب..
انّكم مسؤولون أيضا عن الإعلام المكتوب والالكتروني وإذا لم تتحرّكوا، فسيكون ذلك دليلا على أنّكم أهملتموه كما أهمله من قبلكم الجبالي ولعريض وجمعة. وستصاب تونس بكارثة سياسيّة واجتماعيّة.

المنصف بن مراد